أصبح التحول الرقمي مصطلح شائع للمؤسسات التي تسعى إلى إحداث ثورة تجارية من خلال العمليات والأدوات الرقمية الحديثة. لذلك هناك طلب متزايد على مراكز التدريب في دولة الإمارات التي تزود المؤسسات بالمهارات اللازمة للتغلب على التحديات التي تواجه التحول الرقمي والتكيف مع العصر الرقمي المتغير.
صعوبات التحول الرقمي؟
على الرغم من فوائد التحول الرقمي، فإن الشركات تواجه تحديات مختلفة خلال عملية التحول. فيما يلي بعض التحديات الأكثر شيوعاً:
قضايا تتمحور حول الأفراد
يتطلب التحول الرقمي تغيير في العقلية والثقافة والسلوك، مما قد يمثل تحديًا للمؤسسات التي تعمل بالطريقة نفسها لسنوات عديدة. يمكن لمقاومة التغيير من قبل الموظفين، ونقص الدعم من الإدارة، وعدم التواصل أن يعيق نجاح برامج التحول الرقمي.
المشاكل الهيكلية
في بعض الأحيان، يمكن أن يعيق الهيكل التنظيمي والعمليات الموجودة حالياً في المؤسسة جهود التحول الرقمي. قد تحتاج المؤسسات إلى إعادة هيكلة الإدارات، وإعادة تحديد الأدوار والمسؤوليات، وإعادة تنظيم أهداف العمل لإنشاء هيكل تنظيمي أكثر مرونة.
العوائق التقنية
يتطلب تنفيذ الأدوات والبرامج الرقمية الجديدة خبرة فنية قد لا تكون متاحة بالمؤسسة. يعد دمج الأنظمة المختلفة، وضمان أمن البيانات، وإدارة البنية التحتية التكنولوجية المعقدة إحدى العوائق التقنية التي تحتاج أن تقوم المؤسسات بالتغلب عليها.
التغلب على أهم التحديات التي تواجه التحول الرقمي للمؤسسات في عام 2023
نظراً لتزايد عمليات التحول الرقمي للأعمال، يجب على المؤسسات التكيف للحفاظ على قدرتها التنافسية. يقدم التحول الرقمي العديد من الفرص للابتكار والنمو، ولكنه يأتي أيضاً مع بعض التحديات. في عام 2023، يجب أن تكون المؤسسات على استعداد لمواجهة تحديات التحول الرقمي بشكل مباشر. يجب على مراكز التدريب والاستشارات التعليمية مساعدة المؤسسات في التغلب على التحديات بشكل فعال. فيما يلي أهم تسعة تحديات تواجهها المؤسسات عند تطبيق التحول الرقمي في عام 2023 وكيفية معالجتها.
عدم وجود استراتيجية لإدارة التغيير
وفقاً لمؤسسة (Prosci)، فإن المؤسسات التي تمتلك استراتيجية قوية لإدارة التغيير من المرجح أن تحقق أهداف التحول الرقمي أو تتجاوزها بست أضعاف. مع استراتيجية إدارة التغيير، من المرجح أن ينجح أي مشروع أو خطة تنفيذ جديدة. تحتاج المؤسسات إلى تطوير ثقافة إدارة تغيير شاملة لتحقيق النجاح؛ يتضمن ذلك تحديد الأسباب الجذرية للمشكلات، وبناء علاقات مع جميع أصحاب المصلحة والموظفين، والتخطيط للمشروع وفقاً لذلك.
البرمجيات والتكنولوجيا المعقدة
برامج المؤسسات معقدة بطبيعتها، ويمكن أن تكون التقنيات الجديدة مخيفة بالنسبة لها. وهذا يشكل تحدي كبير للمؤسسات التي تمر بمرحلة التحول الرقمي، سواء من منظور التنفيذ وتكامل البيانات، أو من منظور تجربة المستخدم النهائية. يجب على المؤسسات النظر لهذا التحدي في وقت مبكر من مشروع التحول والبحث عن الأنظمة الأكثر سهولة وتكامل.
دفع عملية اعتماد أدوات وعمليات جديدة
غالباً ما تمثل العمليات والتقنيات الجديدة تحديات كبيرة على شكل مقاومة الموظفين للتغيير حيث أنهم يشعرون بأنه لا حرج في الطريقة التي يعملون بها حالياً. يجب على المؤسسات توفير التدريب الشامل على التطبيقات الجديدة ودعم أداء الموظفين المستمر. سوف يساعد ذلك الموظفين على أن يصبحوا منتجين وبارعين في استخدام الأدوات، مما يسمح لهم بإدراك فائدة العمليات الجديدة.
التطور المستمر لتلبية احتياجات العملاء
أحد أهم التحديات التي تواجهها المؤسسات عندما يتعلق الأمر بالتحول الرقمي هو التطور المستمر لتلبية احتياجات العملاء. تتغير توقعات العملاء مع تغير المجال وتطور العالم. لذلك، من الضروري مراقبة هذه التغييرات والاستعداد لاعتماد تقنيات رقمية جديدة. للحفاظ على المرونة، يجب أن يكون لدى المؤسسات نهج يركز على العملاء وأن تعطي الأولوية لآليات الاتصال والردود المستمرة لمواكبة احتياجات العملاء المتطورة.
عدم وجود استراتيجية للتحول الرقمي
تمثل استراتيجية التحول الرقمي تحديًا كبيرًا آخر قد تواجهه المؤسسات في عام 2023. حيث أن توفر استراتيجية محددة تتوافق مع أهداف المؤسسة وغاياتها لها أهمية كبيرة. يجب أن تحدد الاستراتيجية المجالات التي تحتاج إلى التحول الرقمي وتوفر خارطة طريق واضحة للتنفيذ. بدون استراتيجية محددة مسبقاً، قد تواجه المؤسسات تغير في نطاق العمل، وزيادة التكاليف، وتفويت المواعيد النهائية.
نقص مهارات تكنولوجيا المعلومات المطلوبة
يتطلب التحول الرقمي فريق تقنية معلومات ماهر وذو أداء عالي. ومع ذلك، قد يكون العثور على المواهب المناسبة أمراً صعباً، خاصة في النقص الحالي للعاملين في مجال التكنولوجيا. قد تواجه المؤسسات تحديات في العثور على مجموعة المهارات المناسبة المرتبطة بالأمن السيبراني، وهندسة التطبيقات، ودمج البرامج، وتحليلات ونقل البيانات. للتغلب على هذا التحدي، يمكن للمؤسسات الاستعانة بمصادر خارجية من خلال العمل مع مستشارين خارجيين وخبراء للتحول الرقمي. أو إنشاء فريق داخلي وتدريبهم في أحد مراكز التدريب مثل مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب (سيرت)، أو أن يكون لديهم مسؤول عن التحول الرقمي في فريق تقنية المعلومات لإنشاء وإدارة التخطيط الاستراتيجي لتقنية المعلومات.
المخاوف الأمنية
يجلب التحول الرقمي فرص جديدة، ولكنه يحمل أيضاً مخاطر غير معروفة، مثل مخاوف الخصوصية والأمن السيبراني. مع الحلول السحابية وأنظمة البيانات المركزية، قد تكون المؤسسات معرضة لخطر الهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تعرض بيانات العملاء وأسرار الشركة للخطر. للتغلب على هذا التحدي، يجب على المؤسسات التقليل بشكل استباقي من هذه التهديدات قبل حدوثها. ويشمل ذلك تحديد نقاط الضعف في خطوط دفاعهم، وتوفير التدريب على الأمن السيبراني للموظفين، وجلب خبراء الأمن السيبراني للمساعدة في معالجة نقاط الضعف المحتملة.
قيود الميزانية
يعد التحول الرقمي استثماراً مهماً، ويجب على المؤسسات مراعاة الأهداف طويلة المدى وعائد الاستثمار المتوقع. ومع ذلك، بدون استراتيجية محددة بشكل جيد، قد تواجه المؤسسات تغير في نطاق العمل، مما قد يزيد من تكلفة المشروع. يجب على المؤسسات تحديد ما هو الإنفاق أكثر من اللازم و أين يمكنهم زيادة ميزانيتها.
العقلية والثقافة
يتطلب التحول الرقمي تغييراً في الثقافة والعقلية. قد تمتلك المؤسسات ذات الأنظمة والعمليات القديمة عقلية تقليدية، مما يجعل اعتماد تقنيات جديدة أمراً صعباً. يجب أن يكون كل فرد في المؤسسة مستعداً لإجراء تغييرات كبيرة في حياته اليومية وأن يكون على استعداد لتعلم أشياء جديدة. يتطلب التحول الثقافي الدعم والتواصل بشكل فعال من جميع مستويات المؤسسة.
5 نصائح للتغلب على تحديات التحول الرقمي لدى المؤسسات
التحول الرقمي للمؤسسات هو دمج للتكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال، مما يؤدي إلى تغييرات أساسية في عمل المؤسسات وتقديم قيمة للعملاء. ومع ذلك، يمكن أن يكون تنفيذ الأنظمة والتقنيات الرقمية الجديدة مهمة شاقة بالنسبة لأي مؤسسة.
فيما يلي خمس استراتيجيات يمكن للمؤسسات تنفيذها للتغلب على تحديات التحول الرقمي وذلك بمساعدة مراكز التدريب في تمكين الأنظمة والتقنيات الرقمية الجديدة، من خلال الحصول على الاستشارات التعليمية والتدريبية.
الاستثمار في منصة اعتماد رقمية
استثمر في منصة اعتماد رقمية (DAP) لضمان نجاح مشروع التحول الرقمي الخاص بك. يوفر DAP أدوات بدون تعليمات برمجية لإنشاء محتوى يوفر تجربة تهيئة سياقية ودعمًا مستمرًا للأداء؛ يتيح ذلك للمؤسسات ضمان الإعداد المناسب والتدريب ومساعدة موظفيها أو المستخدمين النهائيين، وتمكينهم من استخدام هذه الأنظمة بشكل أفضل.
إنشاء فريق قيادة التغيير
قم بإنشاء فريق متعدد المهام يتكون من أشخاص ذو أداء عالي و مؤثرين و مبتكرين، جديرين بالثقة لقيادة التغيير. سوف يساعد هذا الفريق على وضع رؤية لعملية التحول الرقمي والتي تتوافق مع أهداف المؤسسة. يتيح ذلك للمؤسسات اتباع نهج استباقي لمبادرات التحول الرقمي التي تركز على جانب التغيير بقيادة الأفراد.
تعيين مستشار للتحول الرقمي
توفر عملية تعيين مستشار لعملية التحول الرقمي الراحة للمؤسسات. حيث يعمل المستشار على توفير إطار وأساس لتحقيق النجاح، مع سجل حافل لدعم ذلك. التحول الرقمي هو عملية إعادة تنظيم شاملة للعمليات والأدوات والخبرات الأساسية، ويمكن أن يساعد تعيين مستشار المؤسسات في التغلب على هذا التحدي الصعب.
مواءمة أهداف العمل مع استراتيجية التحول الرقمي
يجب على المؤسسات تحديد أسباب الحاجة إلى التحول الرقمي، والتي يجب أن تكون في مقدمة كل ما تعمل على تحقيقه عند تنفيذ عمليات جديدة. من الضروري أيضاً القيام بتحليل العمليات الحالية لتحديد الأنظمة القديمة التي تحتاج إلى تحسين بنية تحتية. يجب أن تتوافق عملية التحول بشكل مباشر مع أهداف العمل الأساسية، وتمكين الموظفين من أن يقدموا أفضل أداء وظيفي، وجعل تجربة العملاء أفضل مع أنظمة أكثر سهولة تحل المزيد من مشاكل العملاء، وبالتالي تساهم بزيادة إيرادات المؤسسة.
المرونة
تعني المرونة عدم الخوف من التمحور والاستفادة من الفرص عند ظهورها. تتطلب مشاريع التحول الرقمي إحساسا بالثغرات التنظيمية، ويدرك القادة أنه للوصول الى مرحلة التكيف والمنافسة في العالم الرقمي، يجب القيام بالابتكار والتغيير. يجب ألا تخشى المؤسسات من تبني العمليات والأدوات الجديدة أو تغيير الممارسات التقليدية إلى ممارسات حديثة، حيث يمكن أن تساعد هذه المرونة في دفع عملية نجاح مبادرات التحول الرقمي.
في الختام …
أصبح التحول الرقمي ضروريًا للمؤسسات للحفاظ على قدرتها التنافسية وتلبية احتياجات العملاء. ومع ذلك، لا بد أن تواجه المؤسسات تحديات مختلفة، مثل مقاومة التغيير، وعدم التواصل بشكل كافي وفعال، والخبرة الفنية.
في عام 2023، يجب أن تكون المؤسسات مستعدة لمواجهة تحديات التحول الرقمي بشكل مباشر، بما في ذلك الافتقار إلى استراتيجية إدارة التغيير والتحول الرقمي، والبرامج والتكنولوجيا المعقدة، ودفع عملية الاعتماد على أدوات وعمليات جديدة، والتطور المستمر لاحتياجات العملاء، ونقص مهارات تكنولوجيا المعلومات المناسبة، والمخاوف الأمنية، وقيود الميزانية، والعقلية والثقافة السائدة في المؤسسة.
للتغلب على هذه التحديات، يمكن للمؤسسات التعاون مع مراكز التدريب لتمكين قدرات فريقها داخلي، أو الاستعانة بمصادر خارجية للعمل معهم كمستشارين.
يتطلب التغلب على هذه التحديات الدعم والتواصل الفعال والاستعداد التام لتعلم أشياء جديدة من قبل جميع المستويات في المؤسسة. من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكن للمؤسسات التغلب بفعالية على تحديات التحول الرقمي والنجاح في هذا العصر الرقمي المتغير.